لا تحرجني


تقول إحدى الدراسات: “إن أسلوب الحياة البسيط يساعدنا في الاحتفاظ بقدراتنا الذهنية وذاكرتنا بحالة جيدة بعيدة عن الارتباكات”، والتي من أكثرها إحراجاً؛ عدم تذكّر أسماء الأصدقاء عند اللقاء، وقد يؤدي ذلك إلى تخيّل الآخرين أنك تتجاهلهم ولا تقيم لهم تقديراً، وربما يكمن الأمر في أسلوب الحياة المربك الذي نعيش تحت وطأته، وكثرة المشاغل والالتزامات، ولا يخفى أيضاً أن العالم الافتراضي له اليد الطولى في نسيان أسماء الناس لبعضهم، وعدم تذكّر اللقاءات السابقة بينهم، بل إن الكثير يتعارفون ويتواصلون ويتصادقون بواسطة مواقع التواصل؛ فأنّى لشخصٍ أن يلمّ بأسماء الجميع، وأنّى للعقل المسكين استدعاء ما ينبغي وقت اللزوم؟ّ! 


ومن هنا أجد أن اللياقة الأدبية مهمّة للغاية؛ مراعاةً للمشاعر، وتقديراً للصداقة، وتمتيناً للعلاقة، وحفاظاً على أيّ بناءٍ قديم، وذلك من خلال اتّباع الشخص أسلوباً بسيطاً، يقوم به أوّل ما يواجه أي طرفٍ آخر، حيث يقدّم له نفسه من جديد وباختصار لا يتجاوز لحظات السلام والمصافحة، ثم بعد ذوَبان الجليد سيكون لكل مقامٍ مقال، ويجب أن يقوم الآخر بنفس الفِعْل أيضاً، ولا يعتمد على معلومات الصديق عنه، كما لا يكتفي بتعريف صديقه عن نفسه، إذْ يجب عليه افتراض نفس الموقف… وشكراً على عدم الإحراج ☺️☺️