نموذجٌ وراحلة

الدقّة، الثقة، الهمة، الإنجاز، التفاني، التميز، صفاتٌ اجتمعت في كيانه؛ عقلاً وروحاً ونفساً وفؤاداً، فترجمتْها حواسّه أعمالاً وعطاءً ونوالاً… يجتهد بإخلاص، ويعمل بإتقان، يحمل صفة المراقب كأحسن ما تُحمل، فكأنه بمكانه بها على مواطن العمل كالصقرِ إذْ يسبر بقاع الماء وفُرصِ الصيد، بل هو من خلالها في جسم الفريقِ (دينمو)، لا يكلّ عن العمل تبارك خالقه، ولا يملّ عن المتابعة بوركت مناقبه.. إذا ما عمل عملاً فلا يرضى فيه بغير التميز، ومن ثم يتطلع للأفضل منه، فهو دائم التفكير في تجويد العمل… إذا أردت إنجاز شيءٍ فأوكلْه إليه ولا تبالي، وإذا أردت معرفة أمرٍ يعنيه فاسأله تجد الجواب الشافي.. قلبه دليله، وعمله هويّته، وإنجازه شهادته…يحب أن يكون دائماً أوّلاً، ولا يحب أن يُدرك بنقدٍ أو اتهام، لذا يتابع بنفسه دون توجيه، ويطلّع بذاته دون ركون، فإذا ما أخطأ أو تعثّر أو شكّ أو زلّ – وهذه طبيعة البشر – فأول من يعتذر، وأولى من يتحمّل.

في هايتي – أنطاكيا في أو رحلة إغاثية تجمعني مع الأخ ابراهيم التبان

عرفته عن قُرب، وأوكلتُ إليه أكثر من أمر، ما بين تدريب وتنسيق وتقييم وتواصل وإشراف وإدارة، فأثبت فيها كلها أروع جدارة، وسطّر فيها أحسن إشارة، ثم هو الأخ الكريم؛ مثال الأمانة والعفّة والنزاهة، يشرّفك بالصحبة، ويمنحك المحبة… في فريق العمل شامة، وبين الإخوان علامة، يؤنسك إذا حضرت، ويرفع راسك إذا أشْرت، وهل مثل إبراهيم التبّان الذي يذكّرني بربّي دوماً؟ كلما فقدت سُبحةً منه أعطاني غيرها، فيحفّزني لذكر الله في حلّي وترحالي، ويذكرني بروعته عند أشغالي وأعمالي.

ملاحظة: هذه المقالة ليست سيرة ذاتية ولا يجوز استخدام هذه المقالة في أغراض التوظيف الجديد 😄