عن المرايا الخلفية أتحدث

بقلم :  عبدالرحمن المطوع ( هذه المقالة تم نشرها في مجلة الوعي الإسلامي )

23/10/2012

اضطررت ذات يوم أن أقود سيارة صديق لي، وفوجئت بعدم وجود مرآة تظهر لي السيارات الخلفية، سرت في طريقي لكنني شعرت بتوتر لعدم قدرتي على رؤية ما يحدث خلفي.

في حياتنا الخاصة أيضا يتكرر هذا الموقف، ودائما نسير للأمام، والقليل فقط من يراجع ويستذكر ويجعل من الماضي مرآة تصحح له الطريق الذي يسير فيه، هناك حكمة تقول: «العاقل من أخذ بتجارب الآخرين» فما بالك بتجاربك أنت. 71.jpg

وهذا هو ما أحاول تناوله معكم في هذا المقال، فنظرا لكوني مهتم جدا ومنذ فترة ليست بالقليلة بتسجيل ذكرياتي، وبعض مواقف حياتية معينة أشعر عندما تحدث عنها أن لها دلالات يتأثر مستقبلي بها، وقد عانيت كثيرا في إتقان هذه المهارة حتى أصبحت جزءًا أساسيًا من مهام أعمالي اليومية.

فالحياة هي تجارب وخبرات، وما نفعله قابل للتكرار وإن لم يكن بنفس الهيئة، كما أن التطور لابد أن يكون سمة في حياتنا، وصناعة المستقبل تعتمد بالأساس على قدرتك على تقييم ماضيك لتكون خطواتك في الحاضر ثابتة فتستطيع الوصول لمستقبلك بأمان أكثر.

تجربة ستفيدكم حتما

إن تعدد وكثرة المواقف التي تحدث في حياتنا يجعل تدوينها كوسيلة عملية للتعلم والاستفادة أمرًا ليس هينًا، فليس الموضوع أن تجلس وتمسك بدفترك وتسجل فيه ما حدث معك طوال اليوم أو الأسبوع، فهناك تحديات تجعل الأمر أصعب من ذلك والتي تتجسد في ماهية الأشياء التي تقوم بتسجيلها، وكيف ستسجلها، والوقت الذي تحتاجه للتفرغ لهذا الأمر خلال اليوم، ومدى القدرة على التذكر، وكيفية الترتيب.

كل ما سبق عانيت منه بصفة شخصية، وعلى مدار سنوات، وأنا أبحث عن طريقة جيدة تسهل علي هذا لأمر فقد مررت بتجربة التسجيل في دفاتر خاصة وكل فترة أقوم بالرجوع لهذه الدفاتر، ثم بدأت أفعل ذلك على جهاز الحاسوب، ومع الوقت بدأت أجد نفسي أقوم بتسجيل ملاحظاتي ومذكراتي اليومية على فترات متباعدة وأجد عناء في الرجوع لها لكثرة المشاغل وبعض التحديات..، وهكذا.

موقع يستحق التجربة

ثم عشت مع المواقع الإلكترونية الأكثر تنظيما وتعمقت فيها بشكل كبير نظرا لاهتمامي وانشغالي بالأمر وجربت العديد من هذه المواقع تجربة حقيقية بعضها استمر لستة أشهر أو أقل بقليل.. وحقيقة، الآن أستطيع أن أقول لكم إن موقع  ohlife.com يستحق التجربة، فالتعامل معه بسيط وسهل فقط قم بالتسجيل بالإيميل، ثم تختار الوقت الذي تريد أن يرسل لك فيه التذكير للتدوين، وسيرسل لك تذكيرًا ويسألك «ما الذي حدث في يومك؟» ثم تقوم بالرد على الإيميل وتكتب حسب وقتك ما تم في يومك ثم تضغط الإرسال، علما بأنه يرسل لك بطريقة عشوائية بعض مذكراتك السابقة التي دونتها.

فلاش سريع

حتى تستطيع الاستفادة من تجربة كتابة أحداثك اليومية ومواقفك الحياتية ويكون الأمر مثمرًا أقترح عليك:

– اكتب عمن تعرفت عليهم خلال يومك؟ وكيف؟

– إنجازك اليومي.

– ما الذي أخفقت فيه خلال اليوم؟

– ما الذي تعلمته من هذا الإخفاق؟

– هل ارتبطت بعض المواقف اليومية بمواقف حدثت سابقا.

وأخيرا أنتظر تعليقاتكم بعد تجربة الموقع وضبط المرآة الخلفية لحياتك وسأسعد كثيرا بآرائكم ومقترحاتكم على تويتر boafnan@